"ماتش غانا” يفجّر حملة إسرائيلية ضد الجزائر
الإعلام الصهوني يشنّ حملة مسعورة على كل ما هو جزائري
شنت الصحف الإسرائيلية والمواقع ذات التفاعل الشعبي في إسرائيل حملة شرسة على الجزائر، وذلك بسبب حكاية ”ماتش غانا” الذي قالت إنه كان مبرمجا خلال شهر سبتمبر القادم وتم إلغاؤه بسبب الجنسية الإسرائلية لمدرب هذا الفريق الإفريقي. وأسهبت المواقع الإسرائيلية والصحف في سرد المواقف الرسمية والشعبية للجزائر والجزائريين من القضية الفلسطينية، معتبرين أن الجزائر الصديقة الحميمية للفلسطينيين.
وأشار موقع ”جويف نيوز أون لاين” في مقال حول ما تردد بشأن إلغاء الجزائر لقاء وديا بين فريقها الوطني والفريق الغاني إلى أن الجزائر احتضنت مباراة ودية مع الفريق الفلسطيني، موضحة أنها اتصلت بالناطق الرسمي باسم الاتحادية الغانية لكرة القدم لكنه رفض التأكيد على أن اللقاء الودي تم إلغاؤه، لكن لم ير الموقع ما إذا كان هنالك لقاء وديا مبرمجا ما بين الفريقين. فيما أشارت مواقع أخرى إلى أن الترابط بين الجزائر والشعب الفلسطيني يظهر جليا في رفع الفلسطينيين العلم الجزائري، باعتبار أنه رمز كفاح الشعوب في العالم. أما موقع ”جيستساين” فنقل تصريحات السفير الفلسطيني بالجزائر عيسى لؤى التي أشار فيها إلى ان الشعب الفلسطيني يرفع العلم الجزائري لأنه يعتبر الجزائر قدوة في التحرر، والكلام منقول من الموقع الإسرائيلي عن وكالة الأنباء الجزائرية.
ويضيف هذا الموقع أن العلاقات الحميمية بين الشعبين تستند إلى العقيدة الجزائرية في محاربة الاستعمار التي تحولت إلى عقيدة تكن العداء لإسرائيل. والغريب أن الموقع أرفق المقال بصورة لرؤوس خنازير مشوية في استفزاز متعمد، فيما أرفق مقال آخر بصورة أنبوب المياه القذرة. أما موقع ”يهود سانتياغو” فقد نقل الموضوع نفسه بنفس التعاليق.
ويعتبر الإسرائليون أن الجزائر تجند شعبها من أجل مناهضة إسرائيل بعدما كانت تناهض الاستعمار، قبل أن تنقل هذا العداء نحو تل أبيب، وتفاعلت مختلف المواقع الإسرائيلية مع خبر إلغاء مقابلة ودية مع الفريق الغاني على خلفية عداء الجزائر لإسرائيل، لكن السؤال هل فعلا كانت هناك مقابلة مبرمجة؟ أم أن الفاف أرادت إخفاء ذلك وترفض الاعتراف ببرمجة مقابلة من هذا النوع في سبتمبر القادم قبل أن تتدارك الخلفيات السياسية وتلغيها خشية رد الفعل الجماهيري تجاه المدرب الغاني الإسرائيلي الجنسية واليهودي الأصل؟ وتأتي هذه المستجدات في ظرف سياسي خارجي خاص يتزامن مع الزيارة التي قادت رئيس الوزراء الإسرائيلي بن يامين نتانياهو إلى أربع دول إفريقية،
كما يتزامن مع عودة العلاقات التركية الإسرائيلية، حيث تحاول تل أبيب العمل على إيجاد حلفاء جدد في العالمين العربي والإسلامي أو في القارة السمراء، إذ إن المتعارف عليه في الإعلام الإسرائيلي هو قوة التناغم بين السياسة الخارجية لإسرائيل وتلك الوسائط المختلفة التي تحاول إسرائيل الظهور بمظهر البلد الذي تحاصره الأحقاد العربية من مختلف الجهات لكسب تعاطف الرأي العام الدولي.